بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
أعلنت السلطات الروسية، صباح اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025، أن تصريحات مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن إمكانية توجيه ضربات وقائية ضد روسيا تهدف إلى “عرقلة” الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية، في وقت تستمر فيه المفاوضات بين موسكو وواشنطن دون تقدم ملموس.
جاءت هذه الاتهامات بعد اجتماع استمر خمس ساعات ليلة أمس بين الرئيس فلاديمير بوتين وممثلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ركزت المناقشات على الخلافات حول السيطرة على الأراضي الأوكرانية المحتلة، دون الوصول إلى اتفاق.
وفقًا لمستشار بوتين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، كانت المحادثات مع المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف وابن أخت ترامب جاريد كوشنر “بناءة ومفيدة”، لكن “لم يتم التوصل إلى تسوية” حول القضايا الإقليمية الأساسية، مثل ضم روسيا لدونباس وكريميا، مقابل ضمانات أمنية لأوكرانيا دون عضويتها في الناتو.
أكد أوشاكوف أن روسيا ترفض أي “ديكتاتوري سلام” فوق رؤوس أوروبا وكييف، مشيرًا إلى أن أوروبا “أصبحت زائدة عن الحاجة” في هذه المفاوضات.
ووصف بوتين، في تصريحات سابقة، الخطة الأمريكية المعدلة بأنها “أساس جيد”، لكنه أصر على سحب القوات الأوكرانية من المناطق المحتلة كشرط أولي لوقف إطلاق النار.
يتزامن هذا مع انعقاد قمة وزراء خارجية الناتو في بروكسل اليوم، لبحث آخر التطورات في أوكرانيا، وسط غياب واضح لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي أرسل نائبه كريستوفر لانداو بدلاً منه.
يُعد غياب روبيو نادرًا في مثل هذه الاجتماعات السنوية، مما أثار تساؤلات أوروبية حول التزام واشنطن بالحلف، خاصة مع تصريحات الأمين العام مارك ريوت الذي أكد أن “أوكرانيا يجب أن تكون في أقوى موقع للمفاوضات”، ودعا إلى تدفق أسلحة مستمر لكييف لتعزيز موقفها.
نفى ريوت أي دلالة سلبية من الغياب، قائلاً إنه “أمر عادي”، لكنه شدد على ضرورة الضغط على موسكو عبر العقوبات الاقتصادية والدعم العسكري.
على الجبهة العسكرية، أعلن جهاز الطوارئ الأوكراني مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم روسي ليلي بمنطقة دنيبروبتروفسك شرقي البلاد، بينما أدت ضربات بطائرات مسيرة إلى حريق في مدينة تيرنيفكا، مما أضر بمرائب ومبانٍ سكنية وعدة سيارات.
كشفت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 111 طائرة مسيرة خلال الليلة الماضية، أُسقط 83 منها، بينما أصابت 27 هدفًا في 13 موقعًا، مع تركيز الضرر على دنيبروبتروفسك وزابوريجيا وخاركيف وأوديسا.
وفي رد روسي، أكدت وزارة الدفاع في موسكو إسقاط 85 طائرة مسيرة أوكرانية داخل الأراضي الروسية، مما يعكس تصعيدًا متبادلاً يعقّد الجهود الدبلوماسية.
يُعد هذا التصعيد اللفظي والعسكري تذكيرًا بتعقيد الأزمة، حيث تطالب روسيا بضمانات أمنية دائمة لأوكرانيا دون عضوية في الناتو، بينما يرى الأوروبيون أن أي صفقة يجب أن تحمي كييف من “الاستسلام”.
يتوقع الخبراء استمرار المفاوضات في الأسابيع المقبلة، لكن بدون ضغط أمريكي أقوى، قد يطول الطريق نحو السلام، وسط مخاوف من توسع النزاع إلى أوروبا.
