في خطوة تُعد الأقرب إلى النجاح في محاولات كسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار اليوم الجمعة أن سفينة “مارينيت – صفد”، إحدى سفن “أسطول الصمود” العالمي، وصلت إلى مسافة 50 كيلومتراً فقط من شواطئ غزة.
هذه السفينة، التي سميت تيمناً بمدينة صفد الفلسطينية، تمثل رمزاً للصمود بعد أن نجحت في التمويه على الرادار الإسرائيلي وتجاوز الاعتراضات البحرية، حيث كانت على بعد 100 ميل بحري (حوالي 185 كم) يوم الأربعاء الماضي.
وفقاً لبيان اللجنة المنشور على صفحتها الرسمية على فيسبوك، فإن “مارينيت – صفد” هي الناجية الوحيدة من أكثر من 40 سفينة في الأسطول، بعد اعتراض إسرائيلي واسع النطاق للقافلة في المياه الدولية.
تحمل السفينة مساعدات إنسانية أساسية مثل حليب الأطفال، الدقيق، الأرز، والأدوية، بالإضافة إلى فريق من الناشطين الدوليين. وتؤكد الناشطة العُمانية أمامة اللواتي، الموجودة على متنها، أن الوصول متوقع خلال ساعات، مشددة على أن هذا الإنجاز يعكس “الإصرار العالمي على فتح ممر إنساني”.
الأسطول الجديد: 9 سفن في الطريق
في الوقت نفسه، كشفت اللجنة عن تشكيل أسطول جديد يضم 9 سفن إضافية، تبحر حالياً من موانئ في اليونان وإيطاليا وإسبانيا، وتفصلها مسافة 885 كيلومتراً عن غزة.
تُعد سفينة “الضمير” (Conscience) الأكبر في هذا الأسطول، حيث تحمل أكثر من 100 إعلامي، طبيب، وناشط دولي، بالإضافة إلى شحنات طبية وغذائية لمواجهة المجاعة في القطاع.
هذا الأسطول، الذي يُعرف بـ”أسطول الصمود العالمي” أو “Global Sumud Flotilla”، يأتي في سياق الجهود الـ38 لكسر الحصار منذ 2007، ويحمل شعار “ألف مادلين” تيمناً بسفينة سابقة اعترضتها إسرائيل في يونيو الماضي.
الاعتقالات الإسرائيلية: 473 ناشطاً في سجن النقب
من جانب آخر، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، مثل صحيفة “يسرائيل هيوم”، أن السلطات الإسرائيلية نقلت 473 ناشطاً من أسطول الصمود إلى سجن “كتسيعوت” في صحراء النقب، تمهيداً لترحيلهم جواً مطلع الأسبوع المقبل.
هؤلاء الناشطاء، من جنسيات متعددة (بما في ذلك فرنسيين وإيطاليين وأمريكيين)، اعتُقلوا أثناء عملية اعتراض بحرية نفذتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، رغم حمل السفن مساعدات إنسانية فقط.
ووصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المعتقلين بـ”الإرهابيين” أثناء زيارته لميناء أشدود، مما أثار إدانات دولية واسعة.
أعلن عدد من المعتقلين إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على الاعتقال غير القانوني، مطالبين بالإفراج الفوري وتسليم المساعدات إلى غزة.
كما اندلعت مظاهرات تضامنية في مدن أوروبية مثل برلين وباريس، تطالب بإنهاء الحصار وإطلاق سراح النشطاء.
السياق الإنساني: مجاعة وانتهاكا
يأتي هذا التطور وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث حذر خبراء الأمم المتحدة من انتشار المجاعة، مع مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023.
منظمة الأونروا دعت إلى وقف إطلاق النار الفوري للسماح بوصول المساعدات.
وأكدت اللجنة أن أسطول الصمود ليس مجرد حملة مساعدات، بل تحدٍّ للحصار غير القانوني الذي يُعتبر “عقاباً جماعياً” بموجب القانون الدولي.مع اقتراب “مارينيت – صفد”، يترقب العالم رد إسرائيل، خاصة بعد إرسال دول مثل إيطاليا وإسبانيا سفناً حربية لمراقبة الوضع وحماية مواطنيها.
هذا الأسطول يُعيد إحياء ذكرى “مافي مرمرة” في 2010، حيث قُتل 10 نشطاء، مؤكداً أن “الصمود لا يتوقف”.