هزت جريمة اغتيال المدونة والصانعة الليبية للمحتوى خنساء محمد عبد المجيد (خنساء المجاهد) الرأي العام في ليبيا، بعد تعرضها لإطلاق نار مكثف من قبل مسلحين مجهولين داخل سيارتها مساء الجمعة 21 نوفمبر 2025، في منطقة السراج غرب العاصمة طرابلس.
أفادت التقارير الأولية أن الضحية، البالغة من العمر 28 عامًا ومصممة أزياء شهيرة على وسائل التواصل، كانت تقود السيارة مع طفلتها الرضيعة، وحاولت الهرب من الكمين لكنها أُصيبت برصاص مباشر في الرأس والصدر، مما أدى إلى وفاتها فور وصولها إلى المستشفى.
يُعتقد أن الهدف الأساسي كان زوجها، معاذ المنفوخ، عضو لجنة الحوار السياسي الليبي، الذي كان يرافقها في السيارة، مما يشير إلى دوافع سياسية أو صراعات ميليشياوية، وسط سياق من الفوضى الأمنية في غرب ليبيا حيث سُجلت أكثر من 30 حالة قتل لنساء خلال عام 2025 وحدها.
ووصف الباحث القانوني هشام الحاراتي الجريمة بأنها “فوضى أمنية مروعة”، محملًا الحكومة مسؤولية التقاعس عن حماية المدنيين.
أعلنت وزارة الداخلية الليبية فتح تحقيق موسع فوري، بمشاركة النائب العام ووحدات خاصة، لكشف الجناة والمحرضين، مع تأكيد على أن السيارة المستخدمة في الهروب تم تحديدها كمركبة مسروقة.
كما دانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الجريمة، مطالبة بتحقيق شفاف يحمي حقوق المرأة والصحفيين، فيما أصدرت وزارة الدولة لشؤون المرأة بيانًا يصف الحادث بـ”الجريمة المأساوية” التي تهز ضمير الوطن، مطالبة بمحاسبة المتورطين.
وأعيان الزاوية حذروا من أن التباطؤ في التحقيق “سيفتح الباب أمام سلسلة اغتيالات تهدد أمن المجتمع”
أثار الحدث غضبًا واسعًا على وسائل التواصل، مع هاشتاج #خنساء_المجاهد الذي تصدر التريندات، ودعوات لتعزيز حماية النساء والناشطين في ظل انتشار جرائم النوع والانفلات الأمني.
تُعد خنساء، التي كانت تُعرف بمحتواها الاجتماعي والثقافي، رمزًا للنساء الليبيات اللواتي يواجهن التهديدات يوميًا، ويُخشى أن يُفاقم الحادث التوترات في طرابلس. التحقيقات مستمرة، وسط ترقب لنتائجها التي قد تكشف عن تورط ميليشيات أو خلافات سياسية أعمق.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان