بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
كتبت: مروى الخطيب
أثار حادث انتحار رئيس محكمة جنح مستأنف الرمل الثاني بالإسكندرية، المستشار “س. م.”، صدمة واسعة في الأوساط القضائية والإعلامية، بعد أن أنهى حياته مساء الأحد 30 نوفمبر 2025 داخل الاستراحة الخاصة بالقضاة في منطقة سموحة بدائرة قسم شرطة سيدي جابر.
وفقاً للتحقيقات الأولية، أنهى المستشار عمله القضائي يومه بشكل طبيعي داخل مجمع محاكم الرمل الثاني، قبل أن يتوجه إلى الاستراحة المخصصة للقضاة في سموحة للراحة.
هناك، أطلق على نفسه النار باستخدام سلاح ناري شخصي، مما أدى إلى إصابة قاتلة في الرأس، ووفاة فورية.
تلقت مديرية أمن الإسكندرية إخطاراً من شرطة النجدة حوالي الساعة 6 مساءً، يفيد بوجود جثة داخل الاستراحة، مما دفع قوات الأمن إلى الانتشار الفوري لتأمين الموقع.
وانتقلت نيابة سيدي جابر برئاسة المستشار أحمد الشربيني، مصحوبة بفريق من الطب الشرعي والبحث الجنائي، لإجراء المعاينة الأولية.
تبين من الفحص وجود فتحة دخول وخروج للرصاصة في الرأس، وسلاح ناري ملقى بجوار الجثة، مما يؤكد طبيعة الحادث الانتحارية دون وجود أي دلائل على تدخل خارجي حتى الآن.
المستشار “س. م.”، البالغ من العمر حوالي 50 عاماً، من مواليد محافظة الغربية، حيث بدأ مسيرته القضائية في محكمة شبين الكوم.
تم نقله لاحقاً إلى الإسكندرية كرئيس لمحكمة جنح مستأنف الرمل الثاني، وهي إحدى أبرز المحاكم في الدلتا التي تتعامل مع قضايا جنحية وتجارية معقدة.
كان معروفاً بكفاءته وحياده، ولم يُسجل ضده أي شكاوى رسمية سابقة.
أمرت النيابة العامة بتحريات موسعة لكشف الدوافع المحتملة، بما في ذلك استجواب زملاء الضحية ومراجعة سجلاته الشخصية والطبية.
وتشير المصادر الأمنية إلى أن الضغوط النفسية المتراكمة من طبيعة العمل القضائي قد تكون عاملاً رئيسياً، خاصة في ظل الضغوط المهنية المتزايدة على الهيئة القضائية في مصر. كما تم الاستعانة بفريق نفسي لدعم الزملاء المتأثرين بالحادث.
أعربت نقابة القضاة عن أسفها العميق، ودعت إلى تعزيز الدعم النفسي للقضاة لمواجهة التحديات اليومية. ويأتي هذا الحادث كتذكير مؤسف بأهمية الصحة النفسية في المهن الحساسة، وسط حملات إعلامية تطالب ببرامج دعم وقائي.
سيتم تسليم الجثة لأسرة الضحية بعد إكمال التحاليل الطبية، وسط غموض يحيط بالأسباب الحقيقية حتى صدور تقرير النيابة النهائي.
