بعيني رأيت ورقة زواج سعاد وحليم
المخرجة نادية حمزة :فجأة قالت سعاد “سحلوها”..هل تعرفين معني كلمة “السحل”والله ماكانت تستحق هذا ابدا..لقد كانت اقرب للملائكة في رقتها وذوقها وانسانيتها ..هكذا بدأت المخرجة نادية حمزة حديثها
متي بدأت علاقتك بها؟
انا كنت مساعدة للمخرج الكبير نيازي مصطفي فترة الستينات التي كانت زاخرة بأفلام تجمع بين الأستاذ نيازي وسعاد ..بدأت علاقتنا بفيلم “فارس بني حمدان”بطولتها مع فريد شوقي علاقة صداقة لطيفة جميلة أنا مساعدة المخرج مع سعاد دائما ..وكنت لا أقبض أجرا تقريبا إلا كل فترة كان الاستاذ نيازي يعطي لي ٣٥ جنيها ،إلي أن فوجئت أنني أخذت ١٥٠ جنيها عن هذا الفيلم وعلمت أن وراء قبضي لهذا المبلغ سعاد ..انا من بورسعيد ونحن سبع بنات لايوجد لنا أخ وكنت منذ طفولتي عاشقة للسينما والإخراج بشكل خاص بجنون وطبعا وجدت معارضة شديدة من أسرة أمي لدخولي مجال الفن ..لكن تغيرت النظرة بعض الشيء ،خاصة نظرة أمي لمجال الفن بسبب سعاد حسني فأنا أتذكر أنني كنت مرتبطة مع سعاد وأسرة احد الأفلام الذي لا اتذكره ببروفة قراءة وكانت البروفة ستستمر حتي وقت متأخر من الليل ..فطلبت سعاد مني أن توصلني بسيارتها لانني لم يكن لدي سيارة ..وبعد البروفة عادت معي سعاد الي المنزل فلم نجد لا الي ولا أمي ولا شقيقاتي ..فدخلت إلي حجرة وطلبت مني طرحة لأداء صلاة العشاء وعندما عادت أمي دخلت إلي الحجرة ونظرت في وجه من تصلي وقالت:
معقولة يانادية ..دي سعاد حسني ..ومن هذه اللحظة تغيرت النظرة تماما نظرة أسرتي للفن فسعاد فعلا وأقسم برب العزة يمين أحاسب عليه كانت تصلي وتصوم وتؤدي كل فرائض ربها.
كانت تحكي لك وتفضفض بحكم هذه الصداقة ؟
شوفي بالمعني العام للفضفضة لا..لكن سعاد كانت تثق في ..كنت أشعر بها فعلا تثق في وإلا ماكانت أئتمنتي علي هذا السر الذي سأبوح لك به كنا في الاسكندرية في فندق سان استيفانو في فترة الستينات نحضر مهرجان القاهرة السينمائي أيام إقامته هناك واتصلت بي سعاد في حجرتي ،وطلبت مني أن أحضر إليها في غرفتها وطلبت مني أن اسدي لها صنيعا أن انتظر تليفون من عبد الحليم حافظ الذي كان سيتصل في هذا الحين لأنها مضطرة أن تغادر الغرفة للحظات وأوصتني إذا اتصل أظل اثناء غيابها ولم يتصل حليم في هذه اللحظات حتي عادت
يمين أحاسب عليه رأيت ورقة الزواج الذي كان بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني سعاد هي التي قدمت لي الورقة أمام عيني وقالت:يانادية “إحنا متجوزين”وجرت عيني بسرعة علي السطور ورأيت أسم عبد الحليم كذاكذا شبانة ..لاأتذكر طبعا إلا شبانة اسم الزوج واسم الزوجة سعاد محمد حسني البابا والله رأيت الورقة بعيني فهذا يمين احاسب عليه وشهادة أقولها لله وللحق وللتاريخ فكلنا إلي زوال وماذا سأفعل امام ربي وهو يسألتي لما لم أحفظ ماء وجه سعاد وأصون كرامتها والكل ينهش الأن في سيرتها ويلصقون بها أشياء غير حقيقة وأنا رأيت حقيقة زواجها بعبد الحليم بعيني
ولماذا لم تقولي إلا الأن بعد موتها؟
شوفي هي كانت حريصة ألا يعلم أحد بزواجها بعد الحليم لان هذا كان سيؤثر علي معجباته وقد رضيت صاحبة الشأن والزيجة أن تفعل هذا عن طيب خاطر وطوال حياتها وحتي بعد وفاتها فهذا امر يخصها وحدها فهل آتي أنا وهي كاتت تثق بي وأعلن سرا خاصا بها أرادت إخفاءه دائما طب ليه؟!
سعاد كانت موجودة ولو كانت تريد إعلان سرها كانت فعلت لماذا افشي انا سرها انا لم اقل شيئا إلا بعد ان خرجت الخناجر لتنهش سيرتها
وهل استمرت علاقتك بسعاد؟
سعاد كانت في قلبي فانا لم اري في حياتي انسانة بهذا القدر من الحنان والرقة رقة الطبع فأنا طوال فترة عملي معها لم اسمعها تصرخ أو تغضب أو حتي تشيح بوجهها كانت دائما رقيقة ومبتسمة ومتواضعة وجميلة وحساسة ..باعدت بيننا الأيام لكن كنا دائما نسأل علي بعض وفي مرة قابلت النجمة نادية لطفي وسألتها عنها فقالت في دهشة معقولة يانادية مابتسأليش علي سعاد؟!
واخذت تليفونها وتحدثت معها في لندن وكانت في نفس الروح المرحة والطبع الجميل وسألتني عن احوالي وأفلامي وقد أسعدتني كثيرا عندما هنأتني علي أفلامي الاولي كمنتجة ومخرجة “العرافة” و”الطاوس”
ومارأيك فيما اشير حول حادث الوفاة وملابساته؟
سعاد كانت مؤمنة بربها ولااريد ان اقول لك ماذا كانت تفعل حتي يضاف لها في ميزان حسناتها ان شاء الله ولا اقول انها كانت تقول لي أو لغيري كنا نعرف بالصدفة سعاد كانت جميلة من الداخل والخارج لديها إرادة وتحدي وقوة لم أرها في فنانة أخري علي مدي عملي السينمائي الكل كتب من عرفها ومن لم يعرفها لكن صدقني أنا لا اعتقد أنه توجد فنانة سيودعها الشعب المصري والعربي كما ودع سعاد كل وفاة بعد وفاة سعاد سيكون عاديا وقد كسرت كل القلوب وأخذت كل الدموع
