بقلم اللواء/ اللواء أحمد سلامة
صوت من الشارع… وأقف مع الحق
منذ أن عرف الإنسان النار وهو يبحث عن وسيلة يسيطر بها على قوى الطبيعة. واليوم، بعد أن أصبح العلم يخترق حدود الخيال، ظهر أخطر سلاح صامت على وجه الأرض… التحكم في الطقس أو ما يُسمى بـ “حرب الاستمطار”.
قد يبدو للبعض أن الكلام لا يعدو كونه خيالًا علميًا أو سيناريو لفيلم أجنبي، لكن الحقيقة أن التاريخ يسجل استخدام الولايات المتحدة للاستـمطار في حرب فيتنام، حين أغرقت مسارات الإمداد بالأمطار الصناعية لتعطيل حركة العدو. الشعار كان صادمًا: “اجعلوا الطين أكثر طينًا”.
—
🇪🇬 مصر في مرمى الطقس
إذا كان العالم كله مهددًا بهذا السلاح، فمصر أكثر الدول عرضة للخطر. لماذا؟
لأننا ببساطة نعتمد بنسبة تفوق 95% على مياه النيل. وأي عبث بالطقس في منابع النهر – سواء بزيادة الأمطار أو تقليلها – يعني التأثير المباشر على شريان الحياة للمصريين.
تخيلوا لو أن قوة معادية قامت بالاستمطار المكثف على الهضبة الإثيوبية لتخزين مياه زائدة خلف السدود… أو قللت السحب والأمطار بحيث لا تصل لمجرى النيل بالقدر الكافي… وقتها لن نحتاج إلى دبابات أو طائرات، لأن الماء نفسه سيكون هو السلاح.
—
⚠️ سيناريوهات كارثية محتملة
فيضانات مدمرة: استمطار زائد في سيناء أو الدلتا قد يؤدي إلى سيول تغرق الأراضي الزراعية والبنية التحتية.
جفاف قاتل: استمطار ناقص عند المنابع يؤدي إلى نقص حاد في حصتنا المائية، وضغط سياسي واقتصادي على مصر.
أزمة غذاء: تلاعب متعمد بالطقس قد يشعل أزمات زراعية وغذائية تفتح الباب أمام الفوضى.
—
🛡️ أمن قومي لا يحتمل التأجيل
القضية ليست ترفًا علميًا، ولا رفاهية بحثية… بل أمن قومي خالص.
مصر مطالبة أن تدخل سباق التكنولوجيا المناخية لا كمتفرج، بل كقوة قادرة على الرصد، والتصدي، وربما الاستخدام.
فالحروب القادمة قد لا تبدأ بصوت المدافع، بل بهطول المطر أو غيابه.
—
📌 الخلاصة
“حرب الاستمطار” ليست مجرد فكرة على الورق… بل سلاح صامت يطرق أبواب المستقبل.
والدولة التي لا تملك مفاتيح هذا العلم، قد تجد نفسها رهينة غيمة في السماء.
> “من يملك السماء… يفرض إرادته على الأرض.”
#مصر #الأمن_القومي #حرب_الاستمطار #النيل #المناخ #السياسة_الدولية #صوت_من_الشارع