قال الدكتور عبد الرحمن طه إن رفع وكالة موديز التصنيف الائتماني لإيطاليا إلى Baa2 لأول مرة منذ 23 عامًا يعكس قدرة روما على استعادة ثقة مؤسسات التمويل الدولية بعد سنوات من الضغوط المالية، مشيراً إلى أن الترقية جاءت مدعومة بالتقدّم الملحوظ في خطة التعافي الوطني NRRP التي تتصدر فيها إيطاليا دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد طلبات الصرف ومعدلات الإنجاز.
وأشار طه إلى أن هذا التطور الإيجابي جاء بعد ترقيات مماثلة من Fitch و S&P، ما يعزز حالة الاستقرار السياسي والمالي داخل ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو رغم بقاء الدين العام فوق 140% من الناتج المحلي.
وأوضح طه أن رد فعل الأسواق لم يكن متفائلاً بالكامل؛ حيث أغلق مؤشر FTSE MIB منخفضًا بنسبة 0.6% إلى 42,662 نقطة نتيجة مخاوف متجددة من تضخم تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي عالمياً، رغم إعلان Nvidia عن نتائج قوية. وأضاف أن أسهم Prysmian و STMicroelectronics قادت الهبوط نتيجة حساسية القطاع لأخبار تسعير الرقائق ومراكز البيانات.
ولفت طه إلى أن سهم Leonardo الدفاعية تراجع 6.2% عقب تقارير عن خطة سلام محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا تتضمن تنازلات إقليمية، وهو ما ضغط على شركات الصناعات العسكرية الأوروبية. كما انخفض سهم Eni بأكثر من 1% متأثرًا بتراجع أسعار النفط العالمية.
وأكد طه أن الأسواق الأوروبية تعيش حالة ازدواجية واضحة:
ترقية ائتمانية تاريخية تثبت قوة المالية الإيطالية مقابل قلق واسع من تقييمات قطاع الذكاء الاصطناعي واحتمالات دخول مرحلة تصحيح سعري خلال 2026.
واختتم طه بأن الترقية الأخيرة تمنح إيطاليا قدرة أكبر على خفض كلفة الاقتراض وجذب استثمارات صناعية جديدة، لكنها لن تعفي الأسواق من تأثيرات التوترات الجيوسياسية أو تقلبات قطاع التكنولوجيا، مما يجعل 2026 عامًا حاسمًا لإيطاليا بين مسار تعزيز الثقة ومسار إعادة تسعير الأصول الأوروبية.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان