بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
أثارت واقعة عنف مروري في قلب مدينة نصر غضباً واسعاً، حيث تفحص الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بلاغاً يتهم طالبًا بجامعة ألمانيا الجديدة بالعاصمة الإدارية بالتعدي على مهندس في الثلاثينيات، مما أسفر عن إصابته بجرح غائر في الوجه يستدعي جراحة عاجلة.
الواقعة، التي وقعت أمس الجمعة، تعكس تصاعد التوترات المرورية في شوارع العاصمة المزدحمة، وسط حملات أمنية مكثفة لمكافحة العنف العابر للسيارات.
وفقاً لبلاغ المهندس المقيم في المنطقة، نشب خلاف حاد بينه وبين الطالب على أولوية المرور في إحدى التقاطعات الرئيسية بمدينة نصر.
“تفاجأت بالشاب يلتف حول سيارتي بسرعة جنونية، ثم يهبط فجأة ويعدي عليّ من خلال نافذة السيارة”، روى الضحية في تصريحاته للشرطة، مضيفاً: “ضربني بقوة أدت إلى جرح غائر في الوجه، استلزم نقله إلى المستشفى وخياطته بـ3 غرز”.
المهندس، الذي يعمل في شركة خاصة، توجه فوراً إلى قسم شرطة مدينة نصر الثاني، حيث حرر محضراً جنائياً مرفقاً بمقطع فيديو يوثق اللحظات الحاسمة، بالإضافة إلى أرقام لوحات السيارة المعدنية للمشتبه به، مما ساهم في تحديد هويته بسرعة.أجهزة الأمن، بقيادة مديرية أمن القاهرة، ألقت القبض على الطالب في غضون ساعات، وهو في العشرينيات من عمره، بعد مطاردة استندت إلى الكاميرات المرورية والشهود.
التحقيقات الأولية أكدت أن الشاب، الذي يدرس هندسة في الجامعة الألمانية، كان يقود سيارته تحت تأثير الغضب، وأن الخلاف بدأ بإشارة مرور غامضة أدت إلى احتكاك خفيف بين السيارتين. النيابة العامة تولت التحقيق، وأمرت بفحص طبي للضحية واستجواب الطالب، الذي نفى الاعتداء العمدي لكنه اعترف بالدفع “في لحظة غضب”.
هذه الحادثة ليست الأولى؛ فقد سجلت الشرطة في السنوات الأخيرة عشرات الحالات المشابهة في القاهرة، أدت إلى إصابات خطيرة ووفيات، مما دفع الداخلية إلى تعزيز حملات التوعية المرورية وتركيب كاميرات إضافية. خبراء في علم النفس الطرقي يحذرون من أن الازدحام المروري يحول الشوارع إلى “ميادين غضب”، داعين إلى دورات إلزامية للسائقين الشباب. هل ينتهي الأمر بغرامة أم عقوبة أقسى؟ النيابة ستحدد قريباً، لكن الرسالة واضحة: الطريق ليس مكاناً للعنف!
