في لحظة تاريخية مشحونة بالتوتر والأمل، وجهت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية، بالإضافة إلى الدفاع المدني في غزة، نداءً عاجلاً إلى مواطني القطاع يوم الخميس 9 أكتوبر 2025، محذرةً من التحرك العشوائي في الساعات الأخيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
المقرر بعد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي في الساعة 5 مساءً بتوقيت القاهرة، وفق الإعلان الأمريكي من الرئيس دونالد ترامب.
هذا التحذير يأتي وسط تقارير عن انفجارات مستمرة في القطاع، حيث أسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين على الأقل في الـ24 ساعة الماضية، بما يرفع الإجمالي إلى 67,194 قتيلاً منذ 7 أكتوبر 2023، مع إصابة 169,890 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
أكدت الوزارة في بيان رسمي أن “الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يقطع الطريق بين شمال وجنوب القطاع”، مشددةً على ضرورة انتظار الإعلان الرسمي من الجهات المختصة لتجنب أي مخاطر.
ودعت المواطنين إلى الالتزام التام بتعليمات الأجهزة الأمنية، محذرةً من أن التحرك المبكر قد يعرض الحياة للخطر الشديد، خاصة مع استمرار التواجد الإسرائيلي في مناطق خطرة مثل شرق غزة وخطوط التماس.
من جانبه، أهاب الدفاع المدني في غزة بالمواطنين المتواجدين جنوب القطاع، والراغبين في العودة إلى مدينة غزة، بعدم التحرك إلا بعد صدور إعلان رسمي يؤكد السماح بالعودة، مع التأكد من إخلاء شارع الرشيد والمناطق المحيطة من قوات الاحتلال.
كما حذر المتواجدين داخل المدينة من التوجه نحو المناطق التي تشهد عمليات ميدانية، لمنع التعرض لإطلاق نار مباشر. “الاحتلال لا يزال متواجداً في نقاط حساسة، والتحرك العشوائي قد يكلف أرواحاً”، أكد البيان، مشدداً على أن الهدنة – التي تشمل تبادل رهائن وانسحاباً جزئياً إسرائيلياً – لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد التصديق الإسرائيلي.
هذه التحذيرات تأتي في سياق الاتفاق التاريخي الموقّع في شرم الشيخ برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، والذي أعلنه ترامب “يوماً عظيماً”، مع إطلاق 33 رهينة إسرائيلياً مقابل 250 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و1700 آخرين، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة.
رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالهدنة، مؤكداً أن “السيادة على غزة تعود لدولة فلسطين”، بينما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بها كـ”أمل حقيقي”، محذراً من الحاجة إلى إشراف دولي لضمان الالتزام.
في غزة، اختلط الفرح بالقلق؛ فالشوارع شهدت احتفالات عفوية في خان يونس، حيث صاح أحد السكان: “الحمد لله، نهاية الدمار!”، لكن الخوف من انتهاكات أخيرة يلوح.
الخبراء يحذرون من هشاشة الهدنة، خاصة مع تقارير عن قصف مستمر، ويطالبون بإدخال مساعدات فورية لـ2 مليون نازح. هل تدخل غزة عصر السلام، أم تبقى الهدنة مجرد وعد هش؟ السلطات الفلسطينية تؤكد: الصبر هو المفتاح، والسلام يبدأ بالحذر.