أثار تصريح وزير الطاقة للكيان الإسرائيلي إيلي كوهين جدلاً واسعاً بعد رفضه صراحة أي تطبيع مع السعودية مقابل إقامة دولة فلسطينية، معتبراً أن ذلك يهدد أمن إسرائيل، في رد مباشر على إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغبته في الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام ضمن مسار يضمن حل الدولتين.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن كوهين قوله: “إذا كان ثمن التطبيع إقامة دولة فلسطينية تهدد أمننا فأنا أتخلى عنه”، مشدداً أن “حليف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو إسرائيل، والمصلحة الأمريكية هي الحفاظ على التفوق التكنولوجي الإسرائيلي”.
وأضاف في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية أن “دولة فلسطينية لن تكون أبداً، لا الآن ولا لاحقاً”، معتبراً أن معظم الدول العربية “لا ترغب في ذلك فعلياً”، وأن أي كيان فلسطيني سيكون تحت تأثير إيران والتنظيمات المتطرفة، مما يزيد الاستقرار الإقليمي.
جاء التصريح بعد زيارة بن سلمان إلى واشنطن أمس الثلاثاء، حيث أعرب في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض عن رغبة السعودية في الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، لكنه شدد أن ذلك “يجب أن يتم ضمن مسار يضمن حل الدولتين وتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل”.
وأوضح بن سلمان أنه أجرى “مناقشة بناءة” مع الجانب الأمريكي، مؤكداً أن الطرفين “سيعملان على تهيئة الظروف المناسبة في أقرب وقت ممكن لتحقيق هذا الهدف”، مشيراً إلى اتفاقيات دفاعية وطاقة نووية مدنية محتملة.
رحب ترامب بالحوار، قائلاً إنه “محادثة جيدة للغاية حول اتفاقيات أبراهام، وحل الدولة الواحدة والدولتين”، وأعرب عن توقعه “للتوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن الطاقة النووية المدنية”، مع التأكيد على أن “السعودية وإسرائيل حليفتان عظيمتان”.
ومع ذلك، يُعد تصريح كوهين تكراراً لموقف إسرائيلي سابق، حيث سبق أن رفض توسيع الاتفاقيات مقابل دولة فلسطينية، معتبراً أن “الأمن يسبق السلام”، وأن “لا أحد يبرم اتفاقيات مع الضعفاء في الشرق الأوسط”.
أثار التباين ردود فعل متباينة؛ فالسلطة الفلسطينية رحبت بموقف بن سلمان كـ”خطوة إيجابية نحو حل الدولتين”، بينما وصفته حماس بـ”محاولة لفرض وصاية” دون ضمانات حقيقية.
أما في إسرائيل، فدعم كوهين من اليمين المتطرف، لكنه أثار انتقادات داخلية من معتدلين يرون في التطبيع فرصة استراتيجية.
وفي السياق الإقليمي، يُذكر أن مبادرة السلام العربية (2002) تربط التطبيع بانسحاب إسرائيلي كامل مقابل دولة فلسطينية، وهو ما يتعارض مع رفض نتنياهو وكوهين لأي تنازلات أمنية.
يُعد هذا التصعيد تحدياً لجهود ترامب في إحياء اتفاقيات أبراهام، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، حيث يسعى لإنجاز دبلوماسي كبير.
المراقبون يتوقعون أن يؤثر على المفاوضات السعودية-الأمريكية، مع مخاوف من تعميق الخلافات الإقليمية إذا لم يتم التوفيق بين المطالب الأمنية الإسرائيلية والحقوق الفلسطينية.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان