كتبت : نهله مبارك
في خضمّ الإيقاع السريع الذي يحكم حياة الناس في هذا العصر، ظهر اتجاه جديد على منصّات التواصل الاجتماعي يحمل اسم “الهروب السريع”، وهو أسلوب بسيط يعتمد على الحصول على قدر من الراحة خلال يوم واحد فقط، دون حاجةٍ إلى ترتيب مسبق أو ميزانية كبيرة.
وقد لاقى هذا الاتجاه انتشاراً واسعاً، خصوصاً بين الشباب الذين يبحثون عن مساحة صغيرة من الهدوء وسط زحمة التفاصيل اليومية.
يقوم مفهوم “الهروب السريع” على فكرة القيام برحلة قصيرة لا تتجاوز أربعاً وعشرين ساعة، مع الاكتفاء بحقيبة صغيرة وبعض الحاجيات الضرورية.
الهدف ليس السفر إلى مكان بعيد، بل كسر الروتين ومنح العقل فرصة للتنفس بعد أيام مزدحمة وضاغطة. وقد أحبّه الناس لأنه يمنح شعوراً فورياً بالراحة النفسية، ويساعدهم على تجديد طاقتهم من دون الحاجة إلى إجازة طويلة، كما أنّه يناسب أصحاب الوقت الضيق أو العمل المتواصل.
كثيرون عبّروا عن إحساسهم بأن يوماً واحداً خارج الروتين قادر على تحسين المزاج وتصفية الذهن بصورة مدهشة.
ولا يعتمد هذا الاتجاه على التخطيط المعقّد، بل يقوم على البساطة في كل شيء، ولذلك أصبحت الأنشطة المصاحبة له لطيفة وخفيفة مثل الجلوس في مقهى هادئ والاستمتاع بفنجان قهوة، أو زيارة مدينة قريبة لبضع ساعات، أو القيام بتمشية طويلة على البحر أو على ضفاف النيل، أو قراءة كتاب في مكان مريح، أو حتى التقاط صور بسيطة لا تهدف إلى الاستعراض بقدر ما تهدف إلى الاحتفاظ بلحظة جميلة.
وسرّ شعبية هذا الترند أنه يجمع بين الاستجمام والتحرّر من الضغط بطريقة لا تتطلب التزامات أو تكاليف كبيرة، فيمنح الشخص فرصة للعودة إلى ذاته وإعادة ترتيب أفكاره ومواجهة أسبوعه بطاقة أكثر هدوءاً واتزاناً.
وفي النهاية لم يعد “الهروب السريع” مجرد رحلة قصيرة، بل أصبح فلسفة صغيرة تقول إن القليل من الراحة قادر على صنع فرق كبير في حياتنا، ولذلك تحوّل إلى أسلوب حياة لدى الكثيرين لأنه بسيط ولذيذ ويعيد للحياة لمستها الهادئة التي نفتقدها أحياناً
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان