☕️ الكافيين سر الشباب الخفي؟
دراسة بريطانية تكشف قدرة القهوة على إبطاء الشيخوخة وتنشيط خلايا الجسم!
بقلم: ابتسام تاج
في وقت تتسابق فيه كبرى شركات التجميل والدواء لتطوير حلول لإبطاء الشيخوخة، كشفت دراسة علمية جديدة عن مفاجأة قد تُغيّر نظرتنا تمامًا لما نستهلكه كل صباح: الكافيين — ذلك المنبّه الشهير — قد يكون في الواقع حليفًا قويًا للشباب والصحة طويلة الأمد.
بحسب تقرير نشرته مجلة Newsweek، فإن باحثين من جامعة كوين ماري في لندن توصّلوا إلى أن الكافيين يمكن أن يحفّز الخلايا البشرية على التكيّف مع الإجهاد ونقص الطاقة، وهما من أبرز العوامل المرتبطة بالشيخوخة والأمراض المزمنة. النتائج نُشرت مؤخرًا في مجلة Microbial Cell العلمية.
🔬 من فنجان القهوة إلى نواة الخلية
باستخدام كائن دقيق يُعرف باسم “خميرة الانشطار” — يُعد نموذجًا بيولوجيًا مهمًا لمحاكاة العمليات الخلوية لدى البشر — رصد العلماء تأثير الكافيين على بروتين يُعرف باسم AMPK، ويُطلق عليه أحيانًا “مقياس الوقود في الجسم”.
يعمل هذا البروتين كمنظّم لطاقة الخلايا، ويُساعدها على التأقلم مع نقص الطاقة، وتنظيم النمو، والاستجابة للتوتر، بل والمساعدة في إصلاح الحمض النووي، وهي كلها وظائف حيوية مرتبطة بإبطاء الشيخوخة.
🧠 الكافيين كمفتاح حيوي
الدكتور بابيس راليس، عالم الوراثة في جامعة كوين ماري ومؤلف الدراسة، قال في بيان صحفي:
> “يساعد الكافيين على تفعيل هذا المفتاح الحيوي في الخلية. إن بروتين AMPK هو عامل أساسي في كيفية تعامل الجسم مع الشيخوخة.”
وما يعزّز أهمية هذا الاكتشاف، هو أن دواء “الميتفورمين” الشهير لعلاج السكري من النوع الثاني، يُفعّل نفس البروتين، ويُدرس حاليًا لتأثيراته المحتملة في إطالة العمر.
⚖️ القهوة: فوائد مشروطة بالاعتدال
رغم النتائج المبشرة، شدّد راليس على أهمية الاعتدال، موضحًا أن للكافيين آثارًا جانبية عند استهلاكه بكميات كبيرة، إلا أن تناوله بشكل معتدل قد يوفر فوائد متعددة لعدة أعضاء في الجسم، لا سيما الدماغ والقلب والكبد.
🧬 تقليد بيولوجي للصيام؟
المثير للاهتمام أن الدراسة أشارت أيضًا إلى أن الكافيين يُحاكي حالة بيولوجية تُشبه نقص الغذاء، مما يؤدي إلى تقليل الضغط التأكسدي على الخلايا، وتنشيط مسارات “طول العمر” داخلها. ويُعيد هذا الاكتشاف إلى الأذهان نتائج دراسات سابقة أظهرت أن الصيام المتقطع له تأثيرات مشابهة في إبطاء عملية الشيخوخة.
☕️ خلاصة:
بينما لا يمكننا الجزم بعد بأن القهوة وحدها هي “إكسير الشباب”، فإن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على إمكانيات الكافيين كمكوّن طبيعي قادر على دعم صحة الجسم الخلوية. ويبدو أن فنجان القهوة الصباحي لم يعد مجرد وسيلة للاستيقاظ… بل قد يكون بداية ليوم أكثر شبابًا!
نصائح للاستهلاك الصحي للقهوة
للاستفادة القصوى من فوائد الكافيين دون الوقوع في آثاره الجانبية، ينصح خبراء التغذية باتباع التوجيهات التالية:
1. ☕ الاعتدال هو الأساس
يُفضل ألا يتجاوز الاستهلاك اليومي للكافيين ما بين 300 إلى 400 ملغ (أي ما يعادل 3 إلى 4 أكواب من القهوة العادية).
2. 🕒 تجنّب شرب القهوة في وقت متأخر
يُفضل عدم تناول الكافيين بعد الساعة الرابعة مساءً، حتى لا يؤثر على جودة النوم.
3. 🫀 استشر طبيبك إن كنت تعاني من مشاكل في القلب أو ضغط الدم
لأن الكافيين قد يرفع معدل ضربات القلب أو ضغط الدم لدى بعض الأشخاص الحساسين له.
4. 🍵 اختر القهوة السوداء أو منخفضة السكر
تجنّب المشروبات الغنية بالكريمة أو السكر المفرط، حتى لا تتحول الفائدة إلى عبء صحي.
5. 💧 اشرب الماء إلى جانب القهوة
الكافيين مدرّ للبول بدرجة خفيفة، لذا من الأفضل الحفاظ على الترطيب بشرب كمية كافية من الماء.