“الزائر الليلي: شلل النوم بين الأساطير والعلم”
تقرير خاص
بقلم: ابتسام تاج
في منتصف الليل، يستيقظ البعض وهم عاجزون عن الحركة أو الكلام، يشعرون بثقل جاثم على صدورهم، وربما يرون خيالات مخيفة أو يسمعون همسات غامضة. هذه الحالة الغامضة تُعرف باسم شلل النوم (Sleep Paralysis)، وقد حيّرت البشر لقرون، وتراوحت تفسيراتها بين الجنّ والأساطير وبين الطبّ الحديث.
ما هو شلل النوم؟
شلل النوم هو اضطراب في مرحلة الانتقال بين اليقظة والنوم، يفقد فيه الإنسان القدرة على الحركة أو النطق لبضع ثوانٍ أو دقائق عند الاستيقاظ أو الدخول في النوم. خلال هذه الحالة، يكون العقل واعيًا، لكن الجسد لا يستجيب.
الأعراض الشائعة:
عدم القدرة على الحركة أو الكلام
الإحساس بالاختناق أو الضغط على الصدر
هلوسات بصرية أو سمعية (مثل رؤية شخص في الغرفة)
الشعور بالخوف الشديد أو وجود “كائن” غير مرئي
الأسباب العلمية:
اضطرابات النوم، خاصة الحرمان من النوم
التوتر والقلق النفسي
النوم على الظهر
تغيرات مفاجئة في نمط النوم
حالات مثل النوم القهري (Narcolepsy)
بين الطب والأسطورة:
في العديد من الثقافات، ارتبط شلل النوم بقصص الجنّ، أو “الجاثوم”، وهو كائن يُقال إنه يجثم على صدر الإنسان أثناء نومه. في الفلكلور العربي، يُقال إن من يُصاب بـ”الجاثوم” يُلاحقه كائن خفيّ يمنعه من الحركة.
أما في أوروبا، فقد ظهر في الفن الكلاسيكي، كما في لوحة الفنان السويسري “هنري فوسّيلي” المسماة “The Nightmare” التي تصوّر جنيًا جالسًا على صدر امرأة نائمة.
هل هو خطر؟
من الناحية الطبية، شلل النوم ليس خطيرًا، ولا يسبب ضررًا دائمًا، لكنه قد يكون مزعجًا ومرعبًا. تكرار الحالة بشكل دائم قد يشير إلى اضطراب في النوم أو القلق.
—
كيف تتعامل معه؟
حافظ على نمط نوم منتظم (7-9 ساعات يوميًا)
تجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان
مارس تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق قبل النوم
تجنب الكافيين قبل النوم
استشر طبيبًا إذا تكررت الحالة بشكل مزعج
بالرغم من الرعب الذي يصاحب هذه التجربة، فإن فهم السبب العلمي خلفها يمكن أن يساعد في التخفيف من آثارها النفسية. شلل النوم ليس زائرًا خارقًا، بل إشعار من الجسم بوجود خلل مؤقت في دورة النوم.