تعرف على العدوى البكتيرية “السل”

بقلم دكتور محمد سرحان/ استشارى الأمراض المعدية والميكروبيولوجى

مرض السل من أخطر الأمراض التي عرفها التاريخ وقبل اختراع العلاج كان  مصير المريض الموت في غضون أيام فضلا عن الخوف منه والابتعاد عن المريض الذي يشعر بانه منبوذ لأن مريض السل مغروف أنه “ناقل للعدوى” ولنتعرف على كل تفاصيل هذا المرض.

 

*السل (TB)*

السل هو عدوى بكتيرية معدية تسببها Mycobacterium tuberculosis. يؤثر في المقام الأول على الرئتين ولكنه يمكن أن يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم.

*الأعراض:*
تشمل الأعراض السعال المستمر، ألم الصدر، فقدان الوزن، الحمى والتعرق الليلي.

*كيفية الانتقال:*
ينتقل السل عبر الرذاذ المتطاير عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب، لكن يحتاج الشخص للتعرض لفترة كافية لكي تنتقل العدوى إليه ويعتمد ذلك أيضًا على كمية البكتيريا عند الشخص المصاب.

*انتشار السل في الشرق الأوسط ومصر:*
في الشرق الأوسط، يظل السل قضية صحية عامة هامة، مع معدلات انتشار متفاوتة بين الدول. تشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر العمالة القادمة من شرق آسيا، خصوصًا الفلبين، الهند، وبنغلاديش، وذلك بسبب الاكتظاظ وسوء الظروف المعيشية في بعض هذه الدول. ويعتبر الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة عرضة أكثر للإصابة.

في مصر، لا يزال السل يمثل تحديًا صحيًا عامًا، ولكن حسب تقدير منظمة الصحة العالمية، فقد تضاءلت معدلات الإصابة من 26 إلى 10 حالات لكل 100,000 شخص. وتمتلك مصر عدة عوامل خطر يمكن أن تزيد من خطر التعرض لمرض السل. فقد أدت زيادة متوسط العمر المتوقع إلى ارتفاع عدد كبار السن الذين هم أكثر عرضة لتطوير السل النشط. بعض الشباب الذين يغادرون مصر للعمل في الدول ذات الانتشار العالي للسل قد يتعرضون للعدوى والتي قد تنتقل عند عودتهم إلى المحيطين بهم. ويزيد من خطر السل، خصوصًا المقاوم للأدوية، وجود حالات لم يتم الوصول إليها أو لم يتم الإبلاغ عنها. وقد زادت عوامل الخطر الطبية التي يمكن أن تعزز انتقال السل الكامن إلى السل النشط، أو تؤدي إلى فشل العلاج، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، ومرض السكري، والتدخين، وزيادة مقاومة الأدوية.

*كيفية حماية نفسك وأسرتك من السل:*
لحماية نفسك من السل، تأكد من التهوية الجيدة، وارتدِ الأقنعة في المناطق عالية الخطورة، وحافظ على النظافة الجيدة. إذا شعرت بأعراض الإصابة، خصوصًا السعال المزمن والتعرق الليلي، لا تتردد في استشارة الطبيب.

*فعالية تطعيم (BCG):*
لا يحمي التطعيم من الإصابة بالسل، ولكنه يحمي الأطفال من مضاعفات الإصابة، مثل الالتهاب السحائي المضاعف للسل عند الرضع.

*العلاج:*
يتضمن العلاج دورة طويلة الأمد من المضادات الحيوية، تستمر عادةً من 6 إلى 9 أشهر. تشمل الأدوية الشائعة أيزونيازيد وريفامبين وإيثامبوتول وبيرازيناميد. الامتثال الكامل للعلاج ضروري لعلاج العدوى ومنع السل المقاوم للأدوية. العلاج متاح بالمجان في المراكز المتخصصة وتتوفر غرف لعزل المرضى لمدة أسبوعين على الأقل بعد بدء العلاج حفاظًا على سلامة المحيطين بالمريض