أخبار عاجلة

ماكينات الحلاقة وأسرارها..بدأت بالحجرية وانتهت بالكهربائية

 

ماكينات الحلاقة وأسرارها، بدأت بالحجرية وانتهت بالكهربائية ، كل الرجال يستيقظون صباحا على حلاقة الذقن إلى جانب غسل الوجه ولكن لم يفكر أحد كيف كانت ماكينات الحلاقة قديما وكيف كان يستعملها الإنسان الأول، وفي تفاصيل التقرير نكشف لكم أسرار ماكينة الحلاقة وكيف بدأت من الحجر، وفي التفاصيل ماكينات الحلاقة وأسرارها، بدأت بالحجرية وانتهت بالكهربائية.

 

منذ 20 ألف عام يظهر الإنسان البدائي في السينما والقصص دائمًا وله لحية عظيمة وشعر طويل، على أساس عدم وجود رفاهية الحلاقة في العصور السحيقة، ولكن الشواهد التاريخية تخبرنا بالعكس، والرسومات على جدران الكهوف تُظهر رجالًا ملتحين وآخرين حليقي الذقون.

 

اكتشف العلماء أول آلات للحلاقة في التاريخ، وكانت بطبيعة الحال من أحجار الصوان مسنونة الأطراف، ثم انتقل الرجال بعدها إلى الأصداف بدلاً من الحجارة، وأخيرًا استخدم رجل الكهف الحديد والبرونز حين تمكن من تشكيل المعادن.

 

 

واهتم المصريون القدماء، بنظافة الوجه واعتبروا الذقن الحليقة دليلاً على عظمة القدر، فكانت أدوات الحلاقة عند الحاكم من البرونز كما وجدها علماء الآثار في مقابرهم، وفعل مثلهم أهل اليونان القدامى فكانوا يحلقون يوميًا،

على العكس من المصريين واليونانيين، الرومان اعتبروا حلاقة الوجه شيئًا معيبًا للرجال ويدل على التخنث، لاعتقادهم أن الرجل الملتحي أقوى وأعظم حظًا في المعارك، وكلمة barba الرومانية تعني «لحية» ومنها جاءت كلمة barber الإنجليزية التي تعني الحلاق.

 

بسبب الآلات المصنوعة من الحجارة والمعدن، ظلت الحلاقة عملية شاقة ومؤلمة لقرون طويلة، حتى أن هنود أمريكا كانوا ينتفون شعر لحاهم بالصدف شعرة بعد شعرة، لكن معاناة الرجال انتهت مع اختراع أول آلة حلاقة مستقيمة وآمنة في فرنسا عام 1762.

 

 

فعلها الحلاق الفرنسي المحنك «جاك بيريت» بتثبيت قطعة معدنية صغيرة بجوار حافة الشفرة وعلى امتدادها، لمنع انزلاق الشفرة المفاجئ في جلد من يستخدمها، وبعدها بسبعين سنة يظهر تصميم آخر لآلة الحلاقة أخف وزنًا وأقل إرهاقًا عند الاستخدام.

 

أما آلة الحلاقة الحديثة التي نعرفها فظهرت عام 1880 بشفرة ثابتة، مما جعل شحذها وسنها ضروريًا بين فترة وأخرى كسكين المطبخ، ولكن كل هذا تغير مع ظهور أكثر الأسماء لمعانًا في عالم الحلاقة، رجل أمريكي يُدعى «كينج جيليت».

 

ثورة حقيقية في حلاقة الشعر فجرّها التاجر المتجول «كينج جيليت» المولود في ولاية «ويسكونسن» الأمريكية سنة 1855، والغرابة أن هذا الرجل ذو الملامح الارستقراطية لم يخطط في البداية إلى دخول مجال الصناعة، بل بدأ حياته كاتبًا.

 

 

وفي عام 1894 كتابا بعنوان ” الإنحراف الإنساني” والذي نشره  «جيليت» ، حيث تضمن رؤيته في إصلاح المجتمع وإقامة نظام جديد لتسيير أحوال العباد، لكن كتابه فشل لحسن حظ الرجال كما يبدو، وبدأ يبحث عن الثروة في أشكال أخرى، فيستمع لنصيحة صديقه بخصوص أغطية زجاجات المياه الغازية التي تستخدم لمرة واحدة ثم تُلقى في القمامة.

 

 

فكر التاجر الأمريكي: لماذا لا يخترع شيئًا عمليًا مثل هذه الأغطية؟ وهنا تقع في يده آلة حلاقة تقليدية تتطلب شحذًا وسنًا حتى تستخدم، لتأتي الفكرة مباشرة كما يرويها صاحبها: سأخترع آلة للحلاقة بشفرة قابلة للتبديل بدلاً من الشحذ.

 

لم يكن تنفيذ الفكرة سهلاً، وحين استشار التاجر البسيط المهندسين في جامعة ماساتشوستس أجمعوا على استحالة صناعة شفرة رقيقة من الفولاذ بتكلفة قليلة، بل نصحه الجميع بالتخلي عن المشروع نهائيًا إلا أستاذ جامعي يُدعى «ويليام نيكرسون» قرر مساعدته لينتهي من اختراعه المعجز بعد 6 سنوات كاملة.

ما يستحقه الرجال

في عام 1901 ظهرت أول آلة حلاقة اقتصادية شبيهة بما تراه اليوم، جسم معدني أنيق الشكل فضي اللون قابل لتبديل الشفرة، ونزلت إلى الأسواق عام 1903 ليشتري منها الشعب الأمريكي فقط 300 ألف قطعة مع نصف مليون شفرة.

المفارقة الأهم في انتشار الآلة كانت الحرب العالمية الأولى، فقد طلب الجيش الأمريكي من شركة «جيليت» صناعة 3 مليون ونصف المليون آلة حلاقة و36 مليون شفرة كي تبقى الجنود حليقة الذقون بشكل مثالي، والأهم من هذا كله في حظ الآلة أن الجنسيات الأخرى المشتركة في الحرب عرفت هذه الآلات العملية وبحثت عنها في بلادها.