أخبار عاجلة

“طاسة الخضة” ما بين العلم والخرافة

"طاسة الخضة" ما بين العلم والخرافة
“طاسة الخضة” ما بين العلم والخرافة

“طاسة الخضة” ما بين العلم والخرافة، احتلت طاسة الخضة فمة الموروثات الثقافية التي توارثها  الاجيال وعلى  الرغم من اختفائها من الاسواق الا انها باقية بل هي مضرب في النفوس عند حدوث خوف مفاجئ فيرد عليه من يشاهده ” اجبلك طاسة الخضة،” لكن ما هي طاسة الخضة.

طاسة الخضة هى طبق مصنوع من النحاس الخالص مكتوب بداخله آية الكرسى”. وعن طريقة استخدامها تقول “أم هناء” “بحط فى طاسة الخضة 7 بلحات ناشفين، ويتم تقطيعهم بعد غسلهم، وقليل من الماء، ويمكن أن نستبدل البلح ب 7 حبات من الزبيب أو سبع حبات فول، ويباتوا فى الطاسة فى الندى لمدة ثلاثة أيام، من بعد المغرب حتى الفجر، ونشيل الطاسة من البلكونة قبل ما تطلع الشمس عليها، ونكرر العملية وبعد ثلاثة أيام، يشرب منها الشخص المخضوض أو الذى يعانى من الأرق والتعب النفسى، ويأكل السبع بلحات، بعدها يشفى على الفور وينام فى هدوء”.

طاسة الخضة أصبحت نادرة جدا تخلو منها المحلات والأسواق إلا العتيق منها ومن يعرف قيمتها ومن هذه المحلات محل “أحمد فاروق” للأنتيكات النحاسية بحارة اليهود، والذى تحدث عن “طاسة الخضة” التى لا يعرف شكلها أو عملها الكثير من الناس، ويقول: تتعدد أحجامها فطاسة الخضة الصغيرة يبلغ سعرها 90 جنيها، أما الحجم الكبير منها فسعره 150 جنيها، مابقتش موجودة تقريبا اختفت من الأسواق كلها، ومعنديش غير واحدة صغيرة، لأن الطلب عليها كبير جدا لكن المعروض منها يكاد يكون منعدم، مبقاش حد بيعرف يصنعها دلوقتى”.

اعتبر  لعلماء الاجتماع وعلماء النفس تعتبر هذه الموروثات الثقافية مجرد خرافات أو عادات اكتسبها الشعب المصرى حتى تحولت لثوابت يصعب التخلص منها مع مرور الزمن، وهو ما توضحه “جهاد إبراهيم”، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، قائلة: هذه المعتقدات تمثل موروثا ثقافيا منذ عهد الفراعنة، ويعتبر الفقر والجهل سببا رئيسيا فى التمسك بهذه العادات، أما عن طبقة الأغنياء فيلجأ البعض منهم لها نتيجة اليأس من العلاج الطبى، ويجب التعامل بشكل علمى مع هذه المعتقدات ومعالجة المشاكل النفسية من خلال خطوات طبية مدروسة.

تصنع طاسة الرعبة أحيانا من الفضة وغالبية الطاسات لها شكل الكؤوس مع ارتفاع دائري القاع وينقش عليها أحيانا رموز سحرية وإشارات لا يمكن تفسيرها إلى جانب بعض الحروف المتفرقة والأرقام والصور.
وكان الناس قبل أكثر من خمسين عاما يحضرونها من السعودية عند ذهابهم لأداء مناسك الحج أو العمرة حيث يعتبرونها من المقتنيات الثمينة التي من الصعب التفريط بها ولكن بنفس الوقت من السهل استعارتها لتهدئة طفل أو شاب.
توجد طقوس معينة يجب الأخذ بها حيث تملأ الآنية بالماء ويجب تنجيمه أي يوضع مقابل السماء ليلة كاملة وفي اليوم التالي يتناول الشخص المرعوب الماء من هذه الآنية ليذهب روعه.
أصبح وجود طاسة الرعبة قليلا لدرجة أننا لم نعد نسمع عن وجود مثلها إلا عند الطاعنات بالسن.
لقد استعملت في الماضي كثيرا وذلك قبل أن تدخل الكهرباء إلى البيوت وكانت الشوارع مظلمة والناس يتعرضون للخوف والرعب بسبب قصص وسواليف مثل الجان والغول والضباع وغيرها . وقد خافت الناس من الخروج في الليالي المظلمة وكانت الأولاد تخاف من النوم لوحدها. ففي السعودية يسقون المرعوب ماء زمزم من طاسة الرعبة .
أصل خرافة طاسة الخضة.

هناك أسطورة تحكي لنا عن أصل طاسة الرعبة العجيبة ، فلقد كان الجان الكبير الخير يستخدمها في الاستحمام ، ثم نسوها في يوم من الأيام بجوار ينبوع وتصادف أن وجدها رجل كان يمر بالمكان ، وفي وقت قصير اكتشف أهمية الطاسة فوضع منها نسخا كثيرة.
ا
سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : هل تجوز كتابة بعض آيات القرآن الكريم ” مثل آية الكرسي ” على أواني الطعام والشراب لغرض التداوي بها ؟

فأجاب بقوله : ” يجب أن نعلم أن كتاب الله عز وجل أعز وأجل من أن يمتهن إلى هذا الحد ويبتذل إلى هذا الحد ، كيف تطيب نفس مؤمن أن يجعل كتاب الله عز وجل وأعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي أن يجعلها في إناء يشرب فيه ويمتهن ويرمى في البيت ويلعب به الصبيان ؟!

هذا العمل لا شك أنه حرام ، وأنه يجب على من عنده شيء من هذه الأواني أن يطمس هذه الآيات التي فيها ، بأن يذهب بها إلى الصانع فيطمسها ، فإن لم يتمكن من ذلك فالواجب عليه أن يحفر لها في مكان طاهر ويدفنها .
وأما أن يبقيها مبتذلة ممتهنة يشرب بها الصبيان ويلعبون بها ، فإن الاستشفاء بالقرآن على هذا الوجه لم يرد عن السلف الصالح رضي الله عنهم ” .