أخبار عاجلة

التعليم فى مصر تحت المِجهر

عندما نتحدث عن التعليم يجب أن نضع الأهداف التى ينبغي الوصول إليها من وراء العملية التعليمية وكل عناصرها فإذا تحققت تلك الأهداف نقول أن العملية التعليمية ناجحة وإذا لم تتحقق فإن العملية التعليمية قد فشلت لان أى عمل لابد له من أهداف نسعى للوصول إليها أما العمل بشكل عشوائي لا فائدة منه ولا قيمة له.
الهدف الأساسى للعملية التعليمية فى مراحل التعليم من الروضه حتى نهاية التعليم الثانوى هو بناء شخصية الفرد لكى يكون موطناً صالحاً أولاً ثم يكون قادر على إستيعاب علوم العصر والتميز فيها لإحداث التطوير اللازم لخدمة المجتمع والتقدم والرقى والإذدهار وذلك فى المراحل المتقدمة فى دراسة فروع العِلم المختلفه.
ولهذا فإن العملية التعليمية ترتكز على اربعة عناصر أساسية
تتناغم فيما بينها لتحقيق الهدف الأساسي وذات الأهمية القصوى والمأمول من العملية التعليمية فى مرحلة التعليم قبل الجامعى
وهى
١- الطالب أو المتعلم ٢- المدرسه ٣-المعلم ٤- المحتوى التعليمى
وسوف أتحدث بإيجاز عن تلك العناصر
اولاً الطالب هو المحور الأساسي للعملية التعليميه والمستهدف بناء شخصيته ليكون الشخصية النقدية اى الشخصيه القادره على الدراسة والتحليل والوصول إلى نتائج
ومن ثم الإضافه والإبتكار وتقديم الحلول لصنع التقدم .
ولكى نبنى هذه الشخصيه
نحتاج إلى المدرسه و التى يعيش فيها الطالب حياه كامله بمعنى الكلمه يتلقى فيها عناصر العملية التعليمية والتربوية
من تلقى دروس العِلم فى مختلف فروعه ويمارس أنشطه مختلفه منها الرياضية والثقافية والفنية والعلميةو التعايش مع زملائه يتأثر بهم ويؤثر فيهم ويتعاون معهم ويتم تبادل الخبرات والمعرفة وإكتساب المهارات المختلفة ثم التعامل مع المعلم والتعاون معه ليستفيد من عِلمه وخبراته وتعلم القيم والأخلاق فالمعلم قدوه لاشك ليعيش الطالب داخل المدرسة فى مجتمع متناغم وسط منظومة أخلاقية وتربوية وتعليميه منضبطه بقيم وأخلاق المجتمع.
والمجتمع المدرسي يتفاعل مع المجتمع المحيط به ويتعاون معة فى جميع مجالات الحياه ويشارك المجتمع فى حل مشاكله او يتعرف عليها ليكتسب الخبرة العملية والعلمية.
ثم نأتى إلى المعلم الذى هو العمود الفقري للعملية التعليمية
والذى يجب أن يتسلح بالعِلم ويكتسب الخبرةالعلميةوالتربوية وأخلاق الرساله التى يؤديها ويتسلح بأخلاق وقيم المجتمع لنقلها ويعلمها لأبناء الطلاب
ولكى يقوم المعلم بدوره فى أداء رسالته علينا نهيئ له الظروف التى تمكنه من ذلك.
فعلينا اولاً وضعه فى مستوى مادي مميز وليكون راتبه ودخله أعلى راتب فى الدوله أعلى من أى وزير او رئيس وزراء او حتى رئيس الدوله ثم رعايتةصحياً وإجتماعياً ليتفرغ لأداء رسالة ويُبدع فى مهتمة فالمعلم المصري عبقرى ويستحق أكثر من هذا وبدون وضعه فى مكانة عالية تليق به وبرسالته
لم ولن ينصلح التعليم وسنصل إلى أسوأ مما نحن فيه الأن
وقد تنهار العملية التعليمية.
ونصل إلى العنصر الرابع وهو المحتوى التعليمى الذى يقدم للمتعلم .
والمحتوى التعليمى هو كل ما يقدم للمتعلم داخل المدرسه من مقررات دراسية لمواد مختلفه وتعليم القيم والأخلاق وإكتساب المهارت المختلفه وما يمارسه من أنشطة رياضية وثقافية وفنية وعلمية والتعاون والمشاركه داخل المجتمع المدرسى وخارجه لان التركيز فقط على تقديم المحتوى التعليمى من خلال الكتب الدراسية للمواد المختلفه فقط أمر لا علاقة له بالعملية التعليمية التى تبنى شخصية المتعلم لأنه بكل بساطه يستطيع الطالب الحصول على المعلومات التى تخص الماده العلمية المقرره من أى مصدر أخر ولا حاجة له بالمدرسة.
فالتعليم هو حياه كاملة يعيشها المتعلم داخل مجتمع المدرسة لبناء شخصيته التى هى هدف العملية التعلمية
ولا يمكن أن تختصر العملية التعليمة على المقرر الدراسى الذي تركز عليه الوزارة بكل مؤسساتها وأصبح هدف الطالب وولى الأمر والوزارة .
وبهذا المفهوم فإن التعليم الذي نعيشه فى مصر ويعيش المجتمع لا علاقة له بالتعليم لا من قريب ولا من بعيد
فكل ما تركز عليه الوزاره هو ما يحصل عليه الطالب من معلومات داخل المقررات الدراسية ليصبها فى ورقة الإمتحان
وأصبحت المنافسه على حصول الطالب على تلك المعلومات
من المدرسة ولا من المكتبه الإلكترونية التى أسسها الوزير ام من التابلت ام من الدروس الخصوصيه والسناتر .
وأصبح تطوير التعليم فى مفهوم الوزارة والوزير يتخلص فى نظام إمتحان الثانويه العامة ليكون ورقى أم إلكترونى وهل يكون نظام سنه واحدة أو سنتين او ثلاث سنوات.
وهذا كله لاعلاقة له بنظام التعليم المميز والذي يحقق أهداف المجتمع فى التنمية والتقدم والإزدهار.
فهل من مستمع فى هذا البلد ليصحح ما نحن عليه.
الله الموفق.